على الهامش
الأحد، 6 نوفمبر 2011
فراغ عاطفى.. مش أكتر
الخميس، 27 أكتوبر 2011
اعتذري للي..
الجمعة، 14 أكتوبر 2011
مقال مختلف
الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011
سوسو
الاثنين، 5 سبتمبر 2011
"هتقدر تعيّش بنتى في المستوى ده؟"
جلس والد العروسة بألاطة وزير سابق واضعاً رجل على رجل ثم نظر لي بنظرة ملأها التحدي وسألني هذا السؤال الطبقي العنصري البغيض "هتقدر تعيش بنتي في المستوى ده؟"
بصيت على إيده عشان أشوف المستوى اللي بيشاور عليه. بس فهمت إن قصده المستوى الإجتماعى والشقة والعربية واشتراك الدوري الإنجليزي والحاجات دي. فكرت في إجابة للسؤال ولكن للأسف هو سؤال من النوع اللي لا يمكن الإجابة عليه.. لو قلت آه هبقى كإني مضيت شيك على بياض وهفضل طول عمري مطالب إني أجيبلها كل حاجة.. ولو قلت لأ يبقى غالباً كده هخسر تمن علبة الشيكولاته وهيبقى الراجل علم عليا من أول سؤال.. وجيم أوفر.
قلت بس.. أنا لازم أوريه إني شاب دماغ وأعرفه إن العقل السليم في الجسم السليم وأستعرض عليه قدراتي الفلسفية الفذة.. خدت نفس عميق وبصيتله بصه كلها تأثر وقلت بصوت متهدج (متهدج يعني حساس كده) "يا عمي مش أنا اللي هعيشها.. ربنا هو اللي بيعيشنا وهو اللي بيرزقنا.. أنا ممكن أكون دلوقتي مش هقدر بس في المستقبل ممكن ربنا يفتحها عليا وأبقى مليونير.. وممكن أكون دلوقتي غني بس بعد الجواز أخسر كل فلوسي"
"أيوه ونعم بالله.. بس أنا عايز أطمن على بنتي.. إحتمال إنك تكون فقير وتبقى غني أقل بكتير من إحتمال إنك تكون غنى وتفضل غني"
في اللحظة دى بالتحديد بدأت أحس إن الراجل ده مش سهل.. أنا كمان مش سهل بس حسيت إن هو أصعب منى.. وبدأت أفكر في كلامه وإن لو أنا مكانه وجه واحد إتقدم لبنتي اللي أكيد هكون عايز أطمن عليها هتصرف إزاي؟..
أولا الراجل عايز بنته تتجوز واحد معاه فلوس كتير عشان يطمن عليها.. أنا عندي اعتراض أصلاً على المنطق عشان الفلوس ملهاش أي علاقة بالسعادة.. سيبك من إن المجتمع بيقول على فلان إنه راجل "مبسوط" لما يبقى معاه فلوس.. بس إنت لو نزلت عملت استطلاع رأي على نسبة الناس المبسوطة في حي الزمالك.. ونسبة الناس المبسوطة في قرية كفر البطاطا هتلاقي النسبة تقريباً متطابقة.. الفرق بيكون في نوعية المشاكل مش في وجودها من عدمه.
ممكن أفهم إنه يكون عايز بنته تقابل نفس نوع المشاكل اللي هي متعودة عليها.. مش عايزها مثلاً ييجي عليها يوم تلاقي فيه نفسها مش قادرة تدفع اشتراك خدمة البلاكبيري أو اشتراك الجيم. الانسان لما بيواجه نوع جديد من المشاكل ممكن مايعرفش يحلها.. بس برضو ده ملوش أي علاقة بالسعادة.
ثانياً.. هو اتكلم عن الاحتمالات وقال جملة معقدة مش عايز اكتبها تاني.. ولكن أنا ممكن أسأله نفس السؤال.. هل هو يضمن إنه يعيش بنته في المستوى ده لحد ما يموت؟ أجمل حاجة في الحياة إنها لسه ماخلصتش.. يعني لسه في جديد كل يوم وكل ساعة وكل لحظة.. محدش ضامن حاجة وعشان كده أقصى حاجة ممكن نعملها إننا نتأكد إن الأساس موجود ونسيب الفرص تيجي براحتها. لو كنت انا جمال مبارك واتقدمت لبنته من ست شهور بس كان ممكن يكون هو اللي بيدفعلي المهر.. بس كان هيبقى زمانه دلوقتي بيزورني في طرة ده إذا ماكانش قاعد معايا جوه. الحكمة الخالدة بتقول "مفيش حاجة بتفضل على حالها"
ثالث حاجة ده جواز.. ( اسمع الموسيقى دي عشان الكلام اللي جاي حساس
جواز يعني علاقة انسانية بحتة مش صفقة محتاجة راس مال ودراسة جدوى.. ممكن وجود الانسان مع انسان بيحبه يكون لوحده كفاية جداً ويقدر يعوض حاجات كتير..
الجواز لو هشبهه بحاجة فهو – مع الفرق- زي صفقات النادي الأهلي.. اللاعيب اللي عايز الأهلي والأهلي عايزه لازم يروح الأهلي في النهاية.. لو مش السنادي يبقى السنة الجاية.. حتى لو النادي بتاعه مش موافق برضو الأهلي بيتصرف.. وحتى لو النادي طلب فلوس أكتر أو شروط أصعب.. حب اللاعب للأهلي بينتصر في النهاية..
عشان كده أنا مقتنع إن بإذن الله هييجي اليوم اللي هروح فيه الأهلي.. مهما كان رأى أهله.
· أتمنى محدش يسألني هل أحداث المقال حقيقية ولا لأ عشان عايز أجرب أعيش إحساس الشاب الغامض.
الخميس، 1 سبتمبر 2011
أصحاب الفضيلة
هل أنا قادر على أن أكتب عن شيء كهذا؟ دعونى أحاول..
في حياتنا توجد بعض المسائل الجـدلية التي نحتاج أثناء مناقشتها إلى الكثير من الشجاعة.. ونجد أننا نكون آراءنا فيها بناء على الكثير والكثير جداً من المعايير المزدوجة.. على سبيل المثال عندما نتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر بكل أركانها وأحكامها ومبادئها.. أشعر أن كل من يعارض ذلك (من المسلمين) يناقض نفسه بدرجة كبيرة.. كيف تؤمن بدين وترفض تطبيقه؟
كنت مقتنعاً بأن الإيمان لا يتجزأ.. وأنه لا يجوز أو يعقل أن أؤمن بجزء من الدين وأرفض تطبيق الجزء الآخر.. ولأنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أتمكن من تغيير آرائي وقناعاتي.. بحثت كثيراً عن مبررات عدم تطبيق الشريعة ربما أفهم أو أقتنع.
كان البعض يتحدث عن مسألة تطبيق الحدود كقطع اليد والجَلد على أنها تتعارض مع حقوق الانسان.. ولم أقتنع لأنني أؤمن أن من خلق الانسان لا يمكن أن يأمرنا بشيء يتعارض مع حقوقه.. المدهش أنني قرأت الإعلان العالمي لحقوق الانسان المكون من ثلاثين مادة ولم أجد أي تعارض بين أي منها وتطبيق الشريعة. وحتى لو حدث تعارض فحقوق الانسان هي في النهاية وثيقة وضعية صنعها بشر ولا تصلح كمرجعية عندما تتعارض مع أمر إلهى صريح.
البعض الآخر ادعى أن الإسلام بنى على خمس.. وبالتالي فلكي نكون مسلمين يكفي أن نحافظ على أركان الإسلام الخمسة التي ليس من بينها ما يتعلق بالمعاملات البنكية أو السياحة أو إباحة بيع الخمور وغيرها. بل إن أحدهم ذهب إلى أن قال أن الحدود وغيرها هي مجرد شكليات ليس لها علاقة بالإسلام وأنها تتغير بتغير العصور (!).
ولم أقتنع إطلاقاً لسبب بسيط.. وهو أنه لا يوجد أي دليل على صحة هذه النظرية.. بل إنها تتعارض مع أبسط قواعد المنطق فكلنا نعرف أن القرآن باق إلى يوم الدين وبالتالي فإن كل ما ورد فيه موجه إلى المسلمين في كل زمان ومكان. الملاحظ أن من يدعى أنه يكفي أن نلتزم بأركان الإسلام الخمسة نسى أن الأركان نفسها وردت في حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم تماماً كما وردت أحاديث أخرى تأمر بقطع يد السارق وأن كلكم راع وغيرها.. لماذا أخذوا من الأحاديث ما يؤيد نظريتهم وتركوا ما يتعارض معها؟
وهناك من تحدث عن أن تطبيق الشريعة يجعلنا نعيش في دولة دينية لأن الدولة المدنية لا دين لها.. ولأن الرد على هذا المنطق بديهي للغاية فقد طوروه إلى أن قالوا بأنه لا مانع من أن تكون الدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية.. ولكن هذه المرجعية في رأيهم تقف عند حدود الالتزام بمبادئ الشريعة كالعدل والمساواة والأمانة.. وهذا هو الدليل الصارخ على فكرة المعايير المزدوجة فهم من ناحية يريدون أن يكون للدين دور في وضع القوانين ولكهم يضعون حدوداً لهذا الدور.. الأغرب أن هذه الحدود تتعارض مع المرجعية نفسها (!)
المعايير المزدوجة تتضح كذلك في تصريح للكاتب علاء الأسواني حيث قال "أنه ليس ضد تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، ولكن ذلك سيؤثر سلبا علي علاقه المسلمين بالأقباط وسيؤدي لتدخل دول مثل (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) في شئون الوطن بحجة الدفاع عن الأقباط".. لن أقول أنه يرى عدم وجود مشكلة في إغضاب الله عز وجل مقابل عدم إغضاب أمريكا.. ولن أقول بأن الإدعاء بتأثير سلبي على الأقباط هو أصلا إدعاء مرفوض.. ولكني سأقول بأن هذا الموقف يتعارض تماماً مع كل مبادئ السيادة والاستقلال الفكري للدولة وهي نفس الأشياء التي ينادي بها نفس الشخص في كل شيء إلا تطبيق الشريعة.
ليس هذا فقط بل إن الرد المكرر هو أننا سنتحول إلى أفغانستان لو طبقنا الشريعة الإسلامية.. وهذا هو المنطق المناسب تماماً لإقناع شخص محدود الثقافة يجلس بالساعات أمام القناة الأولى.. يكفي أن يرى صورة مواطن أفغانستاني أشعث الشعر كث اللحية يرتدى جلبابا بالياً ولا يبدو عليه أي مظهر للمدنية لكي يصدق أن هذه الحالة المزرية سببها الأول والأخير هو تطبيق الشريعة.
ويقولون أن الدول المتقدمة كلها دول مدنية علمانية تفصل الدين عن الدولة.. وكأننا لابد أن نسير على نفس الطريق لكي نصل إلى نفس النتيجة.. رغم أن التقدم ليس له وصفة ثابتة فمنذ العصور الأولى كانت هناك دولة الفراعنة الذين وصلوا إلى قمة التقدم رغم أنها كانت دولة دينية تجعل من الحاكم إلها.. ثم أتت الدولة الإسلامية التي حكمت العالم بتطبيق الشريعة حتى وإن ارتكبت بعض الأخطاء التي لابد أن يرتكبها البشر.. وبالتالي فمدنية الدولة أو علمانيتها ليست هي الطريق الوحيد لتقدمها.
السؤال ببساطة.. لماذا لا نطبق ما أمرنا الله به؟
الإجابة ببساطة.. لأن منا من يعتقد أنه يمكن أن يجد بديلاً أفضل.. وهو اعتقاد خاطئ في رأيي..
الخميس، 4 أغسطس 2011
عزيزي رمضان
أكتب إليك هذه الرسالة ولياقتي الذهنية ليست في أفضل حالاتها.. تستطيع أن تستنتج أن الصيام هو السبب فلا تؤاخذني إذا بدر منى ما قد يعكر صفو علاقتنا.
أما بعد..
فأنا أشعر أنك لست رمضان الذي أعرفه.. لست متأكداً هل أنا الذي تغيرت أم أنت.. تعرف أننا تغيرنا كثيراً وأصبحنا مصريين سوبر.. قمنا بثورة عظيمة وخلعنا الرئيس وأعوانه وأسقطنا النظام.. بالطبع الفوضى هي عكس النظام ولكن لا تقلق فنحن لم نعان من الفوضى ربع معاناتنا من النظام.
ولكني رغم كل ذلك لست متأكداً أننا تغيرنا بالفعل.. أستطيع أن أفهم أن يتصرف الانسان بشجاعة للحظات.. أوأن يتصرف بشهامة لأيام.. أو أن يشعر بالوطنية لأسابيع.. ولكني أجد الهاجس يخترق فرحتى بكل ما حدث ويصرخ في أذني بأن هذا التغيير كان نابعاً من دوافع معينة.. بغيابها قد يغيب التغيير.
أطرد هذه الأفكار من ذهنى بمجرد دخولها وأقول أننا تغيرنا ولا يمكن أن نعود لما كنا عليه لأننا ببساطة نعرف المصير الذي ينتظرنا إذا لم نتمسك بما وصلنا إليه.. نعرفه لأننا عشنا فيه وشعرنا بمرارته في حلوقنا جميعاً.
ربما يكون هذا التغيير هو الذي جعلني أشعر أنك لست رمضان الذي أعرفه.. في الماضي كنت طفلاً ينتظرك من العام إلى العام ليستمتع بتلك الأجواء الروحانية التي كانت تسيطر على حياتنا.. كنت تعني لي وأنا الطفل الصغير شهراً يجعلني أقرب إلى المثالية.. كنت أجد نفسي غير قادر على ارتكاب الأخطاء احتراماً لوجودك.. وكانت حياتي تسير بصورة طبيعية مما جعلني أدرك أن ارتكاب الأخطاء ليس أمراً حتمياً حتى تستمر الحياة.
كنت أنتظر لحظة الإفطار وأنا مقتنع أنني أستطيع أن آكل كل ما يوجد على المائدة لأكتشف بعد دقائق أنني لا أستطيع -مهما تمكن الجوع منى- أن آكل ما يزيد على طاقتي.. ولذلك فهمت أن زيادة الحرمان قد يؤدي إلى زيادة الاحتياج ولكنه لا يمكن ان يجعلنا نستوعب أكثر من طاقتنا.. وكان ذلك المعنى هو علاجي كلما شعرت أن طموحي يفوق قدراتي.
كنت طفلاً لا يفهم لماذا لا يعرضوا لنا "بكار" إلا في رمضان.. ورغم أني لم أكن من متابعيه إلا أنني كنت أنتظرك حتى أستمع يومياً إلى مقدمته التي غناها منير.. ولم أكن مثل بكار الذي كان يفهم رغم صغر سنه معنى أنه من قلبه وروحه مصري والنيل جواه بيسري.. بصراحة لم أكن أفهم المعنى ولكني كنت أحب الكلمات.. أحبها جداً.
كنت ذلك الطفل الصغير الذي ينتظر قدومك حتى يسطر خانات الجدول ليسجل فيها الفروض والنوافل التي ينوي أداءها.. وكما علمه مدرس التربية الدينية كان يعاقب نفسه في تهاية كل أسبوع يفشل فيه في أداء ما نوى أن يقوم به.. كنت شهراً خارج السياق تأخذنا معك لنتحول إلى أشخاص آخرين.. وكانت الحياة عموماً في وجودك تجعلني أشعر بالسعادة لسبب لا أعرفه.
أما الآن فقد اختفى كل هذا.. أشعر أن الحياة أصبحت أكثر ديناميكية بما يطغى على أي فرصة للروحانيات.. أفتح التليفزيون فلا أشاهد الشيوخ إلا قبل الإفطار أما بعده فأشعر أن منتجى المسلسلات والبرامج يريدون أن يخرجوا من الشاشة لكي يفتحوا رأسي ويملؤوها بأكبر كمية ممكنة من القاذورات.. لا أفهم لماذا يحاولون أن يفعلوا ذلك رغم أننا – كما أخبرتك- تغيرنا.
لم نعد ننتظر قدومك حتى نتصل بالأهل والأصدقاء لتهنئتهم.. ولكن تطور الأمر فأصبحنا نكتفي برسالة محمول سريعة.. حتى وصلنا إلى مجرد صورة لطيفة على الفيسبوك ثم عمل "تاج" بشكل هستيري لكل من أوقعه حظه السيء في هذه الصفحة.
أصبحنا فجأة مهمون.. كلنا مهمون.. مشغولون.. ولم تعد قادراً على تذكيرنا بأنك شهر يحمل مزايا في نواح تبتعد كثيراً عن الخيم الرمضانية والمسلسلات والأكلات والحلويات.. أعرف أن هذا كان يحدث في الماضي ولكني أشعر أن المسافة بيننا وبينك تتزايد عاماً بعد عام وهذا يؤلمنى بشدة.. فأنا أعترف بأنني أنتظرك لأتقرب إلى الله.. ورغم إيماني بأن رب رمضان هو رب كل الأيام.. ولكن.. إنت فاهم بقى.
في النهاية.. أعدك بأنني لن أسمح لنفسي بأن تجعل علاقتنا علاقة وظيفية خالية من أي مشاعر.. لن يصبح وجودك مجرد مرادف لنظام غذائي مختلف أو تليفزيون ملئ بالاعلانات أوشوارع مكتظة بالسيارات.. ستظل دائماً فرصة لتذكيرنا بما ننساه.. وفرصة لكي ننسى ما نعيش فيه.