على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

Take Away 5

· من السهل جداً أن ترضي كل الأطراف.. فقط إذا كنت تقصد بالأطراف اليدين والقدمين.

· العبقرية سيارة بدون فرامل.. عندما تركبها تسير بك بأقصى سرعة.. وإذا لم تعرف متى وكيف تقفز منها.. ستؤذي نفسك وكل من بجانبك.

· لا أعتقد أنه من العيب أن نسأل لكي نتعلم.. ولكن عندما كنت أكتب "How" على الكيبورد وجدتها تكتب بالحروف العربية "اخص".

· الناس نوعان.. نوع يشغل حيزاً كبيراً من الفراغ.. ونوع يشغل الفراغ حيزاً كبيراً منه.

· طموح الزوجة يبدأ من حيث تنتهي قدرات الزوج.

· من المؤسف أننا أحياناً لا ننتبه إلى أننا تحولنا من أذكياء إلى معقدين.

· حاول أن تبحث عن زوجة ذكية.. بشرط ألا تكون أذكى منك.

· ومن المستحيل أن تكون أذكى من زوجتك.. على الأقل هي تمكنت من جعلك تترك الحياة الجميلة لتتزوجها.

· أرجوكم لا تلوموها.. هي لم تختر أن تكون امرأة.

· صعب أن تصف مشاعرك تجاه المرأة بشكل عام.. أنت تحبها وهي أمك.. تستلطفها وهي زميلتك.. تكرهها وهي حماتك.. وتتجنبها وهي زوجتك.

· المجنون هو من يكلم نفسه.. الأحمق هو من يصدقها.

· إذا تأكدت كل لحظة أنك تقف في مكان جيد.. بصحبة أشخاص جيدين.. تقومون بأشياء جيدة.. فأنت تعيش حياة رائعة.

· إذا أردت أن يعتقد الناس أنك مجنون.. أخبرهم بالحقيقة بمنتهى الصراحة.

· المال لا يستطيع أن يحل مشاكل الحياة.. هو فقط يستبدلها بمشاكل أخرى.

· قلت لها أنا جاهز من مجاميعه.. قالت لي إنت مادي أوي.

· قلت لها أنا بحبك.. قالت لي الحب مش كل حاجة.

· قلت لها عايز أتجوزك.. خنقتيني.. قالت لي لازم نعرف بعض الأول.

· قلت لها ممكن نتعرف؟ قالت لي ماينفعش أكلم حد معرفوش... (هكذا المرأة)

· عندما تقرر أن تذهب إلى المعادي.. تأكد أنك تعرف العنوان جيدا.. فبعد نصف ساعة من التوهان سألت أحدهم "أنا فين؟".. رد قائلاً "إنت عند القمر الصناعي".

· مشروع تجاري مضمون.. كشك لإرشاد التائهين في المعادي.

· في مصر.. اللي يسأل مايتوهش.. في المعادي.. حاول تلاقي حد مش تايه عشان تسأله.

· قد تبدو الوحدة شعوراً سيئاً.. وقد تبدو السبيل الوحيد لإعادة أمجاد العرب.

· العنب.. العنب.. العنب.. توكيد لفظي.

· الجملة التالية كاذبة.

· الجملة السابقة صادقة. (!)

· الجسم الأجوف يحدث ضوضاء أكبر عند الطرق عليه.

· من المخجل أننا نخرج في مظاهرات تدافع عن العرب والعروبة.. بينما نحمل لافتات مليئة بالأخطاء الإملائية.

· عندما يصبح ليلنا طويلاً جداً.. لا داعي لأن نحزن.. فعلى الأقل أصبح أمامنا وقتاً أطول لأن نحلم.

· أعتقد أنني أسعد انسان في الدنيا.. لأنني استطعت أن أؤمن بذلك.

· هل نكره ما نخاف منه؟ أم نخاف مما نكرهه؟

· كتابة الجمل الحكيمة لا تعني أنك شخص حكيم.. التصرف بحكمة فقط يجعلك كذلك.. ومن الحكمة أن أعترف بذلك.

· عندما تعامل امرأة رجلاً بشيء من اللطف يعتقد أنها تريد أن تتزوجه.. ولكن عندما يعامل رجل امرأة بلطف أكبر.. تعتقد أنه يفكر في أي شيء إلا أن يتزوجها.

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

أبيض


أحب الأطفال.. ذلك المزيج المدهش من البراءة والبلاهة وخفة الظل والحجم المضحك يجعلني أستمتع بشدة عندما أجلس بالساعات فقط لكي أتأملهم.. أحياناً أذهب خصيصاً إلى النادي وحيداً لكي أشاهدهم وهم يلعبون.. يتحدثون بلغتهم الممتعة.. يتشاجرون من أجل لا شيء.. حتى بكاءهم أحياناً يجعلني أضحك.

اقترب مني في صمت.. كانت رأسه بالكاد تبلغ ركبتي وأطرافه كلها تعبر عن أحد تطبيقات النانوتكنولوجي على الكائنات الحية.. نظر لي في فضول.. يا الله ما هذه الروعة!.. ربما كان يحاول أن يستكشف سر السماعات التي أضعها في أذني.. أو يحاول أن يرى ما وراء النظارة الشمسية التي أرتديها.. حاولت أن أستغل الفرصة في أن أشاركه حواراً فكرياً راقياً.

- اسمك إيه؟

- أحمد

- إيه رأيك يا أحمد تاخد دماغي وتديني دماغك؟

- إذاي يعني؟ ماينفعث ..

خلعت نظارتي ووضعتها على عينيه.. غطت النظارة أكثر من نصف وجهه الصغير وجعلته يبدو كالغواصين..

- أنا كده إديتك نظارتي وممكن أديلك دماغي كلها برضو..

- إنت بتضحك عليا

- يا عم أحمد صحصح معايا.. إنت فاكر إنك لما هتكبر هتفضل دماغك كده؟ لازم تجيب دماغ كبيرة عشان تكبر

- ....

- وبعدين هديلك دماغ فيها شنب ودقن كمان

- طب ما هو إنت ممكن تضحك عليا وتاخد دماغي وتجري؟

- وأنا هعمل إيه بدماغين ؟

- طيب هروح أسأل ماما

تشعر أنك تتعامل مع عقل عالزيرو.. لم أكن أطلب منه أن يعطيني دماغه عبثاً ولكني كنت بالفعل أتمنى أن أعود إلى هذه المرحلة التي كانت فيها عقولنا كصفحة بيضاء لم يكتب فيها أحد.. كانت الحياة أكثر سهولة بالنسبة لنا فقد كان كل ما هو مطلوب منا أن نطيع أوامر الآخرين دون أن نحاول أن نقرر أو نختار.. كانت أكبر التحديات التي تواجهنا أشياء مثل كتابة الهمزة أو تعلم ركوب الدراجة.

كنا في أغلب الوقت مطيعين.. يكفي أن يقول لنا أحدهم "كخ كده" فنترك ذلك الكده فوراً دون حتى أن نفهم أو نقتنع.. أما الآن فقد تعلمنا جيداً الفرق بين الصح والغلط وفهمنا كذلك أننا سوف نحاسب بشكل أو بآخر على تصرفاتنا.. ورغم ذلك ما زلنا نرتكب نفس الأخطاء.

عندما كنا صغاراً كانت ضربة خفيفة على ظهر اليد كفيلة بأن تجعلنا ننفجر في البكاء لساعات.. كنا نبكي أيضاً عندما نتعثر في السير أو نفشل في صعود السلم.. الآن أصبحت دموعنا أكثر تجمداً لدرجة أننا نستطيع أن نشاهد نشرات الأخبار دون أن تهتز لنا شعرة، رغم أن ما تحمله أخبار النشرة يؤكد أننا تجاوزنا مرحلة التعثر منذ زمن.

دائماً نحاول أن نعلّم الأطفال ولكننا لم نحاول أبداً أن نتعلم منهم.. غرورنا أقنعنا أننا أفضل منهم لمجرد أننا أكبر حجماً.. وأضعنا وقتاً وجهداً في محاولة البحث عن حل لمشاكلنا الأخلاقية رغم أننا وُلدنا في الحالة المثالية التي لو حافظنا عليها لأصبحت حياتنا رائعة.. الصدق.. البساطة.. التواضع.. الأمل.. كلها أشياء فقدناها مع الوقت دون أن نشعر ويكفي أن تنظر إلى أي طفل لكي تتأكد من أننا كنا نمتلكها جميعاً.

دعونا نحاول أن نعود كما كنا ولو مجرد محاولة.. سنشعر بسعادة أكبر بكل تأكيد.. ودعونا نساعد أطفالنا على ألا يصبحوا مثلنا فهم أملنا في مستقبل أفضل.. وتحية إلى كل من يبذل مجهوداً من أجل تلوين مستقبلهم الذي هو في الواقع مستقبلنا.

إهداء إلى "ميكانو"


الجمعة، 10 ديسمبر 2010

قول واتكلم

"قول واتكلم.. قول كل اللي نفسك فيه.. ده اللي يوم اللي بحلم بيه".. هي كلمات إحدى أغنيات حماقي الذي أصبح مطربي المفضل في الفترة الأخيرة لأسباب تتعلق بالأفكار التي تثيرها كلمات أغانيه في رأسي.. لسبب ما يثير حماقي حماقتي.. فأتخيل أشياء أبعد ما تكون عن معنى الأغنية وآخر الأمثلة على ذلك كلمات هذه الأغنية "قول واتكلم".

فقد قررت أن أنفذ نصيحة حماقي.. نحن نعيش في بلد ديموقراطي يكفل لكل مواطن حرية التعبير في حدود الأدب.. وتأكد أنه لن يسمح لك أحد أن تخرج عن حدود الأدب حتى لو كنت تنوي أن ترجع إليها مرة أخرى.. أنا مثلا أكتب هنا كل ما أريده بحرية تامة وأشهد أنني لم أتعرض إلى أي مضايقات من أي جهة ما دمت مؤدباً.. ولكني سألت نفسي سؤالاً لولبياً.. كيف يمكن أن تصبح حياتنا لو قام كل فرد بالتعبير عن كل ما يود التعبير عنه دون أي قيود؟

لن أضيع وقتي في التفكير في إجابة سؤال كهذا فالموضوع يستحق التجربة.. والتجربة كفيلة بالإجابة عن كل الأسئلة.. حسناً اليوم سأقول كل "اللي نفسي فيه" وسأطلب من الناس كذلك أن تخبرني بكل شيء بدون أي تفكير أو تردد.. خرجت من الشقة.. بواب العمارة.. "تعالَ يا خالد.. أنت انسان عظيم تؤدي خدمة جليلة لسكان هذه العمارة.. رغم أنك لا تشغل أكثر من 1% من تفكيرهم طوال اليوم.. ربما أكره ذلك الانتفاخ الاجتماعي الذي تعاني منه أحياناً.. ولكني أعتبرك جزءا لا يتجزأ من أسرتي الكبيرة.. قوللي بقى؟"

نظر لي في ذهول ثم قال (خالد لا يتحدث الفصحى ولكني أحاول أن أحافظ على البناء اللغوي للمقال) "أنت انسان أجوف تحرص على أن تلقي عليّ يوميا تحية الصباح فقط لكي أرد عليك قائلاً "يا باشا".. رغم أني أعرفك منذ أن كنت طفلاً تافهاً يحاول أن يسير في خطوات واسعة لكي يتفادي خطوط السيراميك بدون سبب واضح.. ويركض مهرولاً على السلم لكي يثبت أنه أسرع من الأسانسير.. ولكنك بدون شك أفضل من غيرك.. لا تعتقد أنها ميزة فأي انسان أفضل من غيره لأننا لا نعرف من هو أسوأ انسان على سطح الأرض.. وفي النهاية أنت وغيرك نتيجة هرم اجتماعي مقلوب جعلني في الطابق الأرضي وجعل شخصاً مثلك يعلوني بثمانية أدوار".

شكرته بشدة على كلماته الشجاعة ومضيت في طريقي.. تبدو التجربة مثيرة ومقلقة في نفس الوقت.. ربما نحتاج في حياتنا إلى حجب بعض الآراء بداخلنا مراعاة لشعور الآخرين.. ولكن هل يعتبر ذلك نفاقاً؟ لا أعرف.. المهم سأواصل التجربة حتى نهايتها فلقدت وعدت حماقي بذلك..

- تاكسي.. ميدان التحرير؟

- إركب

- يا اسطى أنا هقولك كل اللي نفسي فيه عشان ده اليوم اللي مستنيه.. وانت كمان..أصلي؟

- ...(!)...

- أنا بصراحة أكره ركوب التاكسيات فأنا أعتقد أن كل السائقين يقولون نفس الكلام لدرجة أنني أشك أنهم يختبرونكم في ذلك عند استخراج الرخصة.. أنتم مثال للمواطن المصري الذي لا يتوقف عن الكلام والتذمر إلا أنه ينفذ بكل اخلاص أوامر من يدفع له.. أنت تجلس داخل سيارة مطلية بالأبيض والأسود لتعبر عن التناقض السافر في شخصيتك التي تتحول من الود واللياقة المبالغ فيها إلى الوقاحة الفجة إذا لم تعجبك الأجرة.. غالباً لا تعجبك الأجرة لأنك مثل كل المصريين يبالغون في تقدير مجهودهم وكل منهم مقتنع أن وظيفته هي أصعب وظيفة.. كليته هي أصعب كلية.. قسمه هو أصعب قسم.. لا تغضب مني أرجوك فسوف أمنحك نفس الفرصة للتعبير عما بداخلك.

كان يقود في صمت وبمجرد أن أنهيت كلامي أوقف السيارة ولم يتحدث.. شعرت أنه في طريقه للتحول إلى كائن فضائي ففضلت أن أنزل من التاكسي لأجد نفسي واقفاً أمام كوبري قصر النيل.. ينظر إليّ مباشرة ذلك الأسد الشامخ ففكرت أن أتوجه إليه لكي أعبر له عما بداخلي.. وقفت أمام التمثال البديع ثم سألته وأنا متأكد أنني لن أجد إجابة.

لماذا تقف بكل هذا الشموخ والكبرياء رغم أنك شاهدت من المهازل ما هو كفيل بتحويلك من أسد إلى سحلية؟.. أستطيع أن أفهم أنك أعطيت ظهرك للكوبري لكي تتفادى منظر ذلك الشاب الذي يضع يده على كتف فتاة تعبيراً عن الصداقة المتينة التي تجمعهما.. صدقني كلنا نفعل مثلك تماماً وندير ظهورنا للحقيقة لكي نتمكن من التظاهر بالشموخ.. فنحن نهتم بشدة بأن يكون سور المدرسة ملوناً جميلاً لكي يحجب عنا ما وراءه.. ونحرص بشدة على أن نكتب عليه أن مدرستنا جميلة نظيفة متطورة لكي نقنع من هم خارج المدرسة بما هو ليس في داخلها.. لماذا لا تتحدث لكي تذكر الناس بتلك الأيام التي كنا فيها رجالاً.. أخبرهم بأي شيء.. ألم تسمع أي أغاني لحماقي من قبل؟

نظرت إلى التمثال وخيّل إليّ أن ملامحه بدأت تحمل حزناً غريباً.. ثم انتبهت إلى الرسالة العميقة التي لم أفهمها من كلمات حماقي الرائعة.. "قول واتكلم".. فمن الممكن أن تقول الكثير دون أن تتكلم.. ومن الممكن أيضاً أن تتكلم كثيراً دون أن تقول شيئاً.. وإذا لم تفهم ما أعنيه بذلك فلا تتردد في أن تعبر عن كل ما بداخلك في ذلك المربع الموجود أسفل المقال.

السبت، 4 ديسمبر 2010

حالة كدة

لقد فعلت ذلك من قبل ولكن لا مانع من تكراره.. سأطلب منك عزيزي القارئ مرة أخرى ألا تقرأ هذا المقال.. أو بمعنى أدق سأخبرك من البداية أنك لن تستفيد شيئا من قراءته.. فأنا أشعر أنني في أسوأ حالاتي النفسية على الإطلاق.. حزين.. مكتئب.. "إتِم".. وفي محاولة بائسة للتخلص من هذا الاكتئاب قررت أن أكتب شيئاً لا أعرف إطلاقاً الهدف منه.

أرجوك لا تغلق الصفحة.. صدقني أنا لم أفكر في حياتي ولو لمرة واحدة في أن أتحدث عن همومي على الملأ.. كنت أعتقد أن البشرية لديها ما يكفي من المشاكل وليست في حاجة إلى إضافتي القيّمة.. لم أحاول ولو لمرة واحدة أن أحكي لأي شخص عن أحزاني فمهما فعل فإنه بالتأكيد لا يستحق عقاباً كهذا.. ولكن أرجوك – عزيزي القارئ – أن تمنحني هذه المرة فرصة.. أريد أن أشعر ولو للحظة أنني أمثل أهمية ما لشخص ما لدرجة أن يهتم بمعرفة ما يشغل بالي.

قرار متسرع.. لماذا تذهب إلى نهاية الصفحة لتكتب لي تعليقاً يحمل كل هذا الكلام الجارح.. صدقني أنا أستحق شيئاً أفضل.. قد يبدو هذا غروراً ولكني أؤمن تماما أنني قدمت للإنسانية أشياء تفوق بكثير ما قدمه تامر حسني لها.. وقد يبدو هذا حقداً ولكني مقتنع تماما أنني أستحق ما هو أكثر بكثير من ملايين شيكابالا.. ففي أسوأ الأحوال يبدو الصفر رقماً عظيماً إذا ما قورن بالأرقام السالبة.. امنحني فقط مجرد فرصة تنتهي بنهاية المقال وسأقنعك بكل ذلك وأكثر.

إذن أنت ما زلت مستمراً في القراءة رغم أنني لم أقل شيئاً قيّماً في المائتي كلمة الأخيرة.. لست مندهشاً من أخلاقك الكريمة.. فالمصري معروف عنه أنه يصون العشرة والعيش والملح مهما كانت الضغوط.. سأضرب لك مثالاً رائعاً جسّد شهامة المصريين.. فرغم أن الأغلبية تكره حزب الأغلبية إلا أن العِشرة الطويلة جدا جدا جدا بين الشعب والحزب الوطني تفوقت على كل ضغوط الحياة.. فانتخب المصريون بتوافق وطني متفرد الحزب الوطني في لقطة تاريخية.. أرجوك لا داعي لاستخدام الألفاظ أو الأصوات البذيئة.. وتذكر أن استمرارك في القراءة يعتبر دليلاً على صدق النظرية.

لحظة واحدة.. قبل أن تكتب في التعليق أنه مقال تافه خالٍ من أي مضمون.. سأسألك أولاً عن تعريف المضمون.. هل أصبح في حياتنا مضمون واحد لكي تجده في مقالٍ متواضع لكاتب مغمور؟.. صدقني في هذا الزمن لم يعد هناك مضمون كما لم يعد هناك شيء مضمون.. دعك من المضمون وركز على المظهر الخارجي.. لكي تصبح متديناً عليك أولاً وقبل كل شيء أن تطلق لحيتك.. تحتاج فقط إلى تجاوز المرحلة الانتقالية التي تنقلك من التشبه بتامر حسني إلى اتّباع السنة.. دعك من المضمون ولكن إذا سمعت الأذان في منزلك قم فوراً بخفض صوت ميلودي أو مزيكا احتراماً للأذان.. ثم أعد كل شيء كما كان بمجرد انتهائه.. لا داعي لأن تصلي المهم أنك قمت بخفض صوت الميلودي.. دعك من المضمون وأنت تهتف في مظاهرة وجدت نفسك فجأة بداخلها.. بالروح بالدم نفديك يا "فلستين".. قبل أن تركض مهرولا هرباً من بعض مياه المطافئ الكفيلة بتفريق أعنف المظاهرات.

ما زلت مستمراً في القراءة.. منطقي جداً فالمقال مهما بلغ من السوء فإنه ما زال مقالاً مجانياً يصلك أينما كنت وتقرؤه في صفحة خالية من أي اعلانات.. وكما هو منقوش على جدران معبد الإله "إع" إله العفانة عند قدماء المصريين.. "أبو بلاش كتّر منه".. حسناً أعدك أنني لن أطلب منك مقابلاً للكتابة بشرط ألا تطلب مني مقابلاً للقراءة.. نحن نقدم لبعضنا البعض خدمة متبادلة دون أن نشعر.. ولذلك ما زلت مقتنعاً أننا نستطيع أن نتكامل لنشعر جميعاً بالسعادة.. مصالحنا الفردية من الممكن جدا أن تتوافق مع مصلحتنا العامة بشرط أن يتوفر نظام قادر على إيجاد منطقة مشتركة تتقاطع فيها المصالح ولا تتعارض.

553 كلمة.. يبدو مقالاً معقولاً جداً من حيث الطول.. أحتاج فقط إلى قراءته مرة أخرى لأنني لا أعرف بالتحديد ما الذي كتبته..

********************

حسناً.. لا يبدو مقالاً سيئاً على الأقل في رأيي الذي يتشابه تماما مع رأي والدة القرد في ابنها.. لاحظت فقط في البداية أنني كنت أنوي أن أكتب شيئاً عن أسباب حزني.. ولكن يبدو أن الحديث عنها ليس هو أفضل مكافأة لقارئ تحمل كل السطور السابقة.. يكفي أن أقول أنك أحياناً تتهم بالغموض عندما تصمت.. رغم أنك في الواقع تحاول أن تقدم خدمة جليلة لمن حولك.. ومهما فعلت.. فإنك لن تتمكن أبداً من إرضاء كل الأطراف.. إلا إذا كنت تقصد بالأطراف اليدين والقدمين.