على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الأحد، 6 نوفمبر 2011

فراغ عاطفى.. مش أكتر

إلى كل شاب حصل على 1000 رسالة مجانية من فودافون ولم يجد شخصاً يرسلهم إليه..

إلى كل شاب لم يهتم كثيراً بعروض الكلام مجاناً من بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحاً..

إلى كل شاب لم يلفت نظره عرض موبينيل "اشتري بلاكبيري وخد التاني مجاناً"..  بل وشعر أنه من غير المنطقي أن يحمل الانسان تليفونين من نفس النوع..

وإلى كل من فوجئ بأن المحلات كلها أصبحت حمراء اللون، واعتقد أن فوز الأهلى بالدوري هو السبب.. ثم اكتشف أنه عيد الحب..

إلى كل هؤلاء.. أكتب هذا المقال..
......................................................................................................

صديقي يقول لي "الخطوبة هي الحاجة الوحيدة اللي خلتني أحس إني مش حيوان".. الجملة تحمل كلاماً قد يبدو جارحاً لكل شاب "سنجل" ولكني تفهمت المعنى الذي يقصده.. دعونا نتفق أن الانسان (الطبيعي) لابد أن يحتاج ولو للحظة إلى شعور يخرج معه من الواقع إلى الأحلام، وإلى أن يشعر أن ضغوط ومشاكل الحياة لم يعد يواجهها بمفرده وأنه كانسان تجاوز حدود جسده المادي وأصبح له امتدادأً عاطفياً عند انسان آخر.. ورغم أنني أشعر بشيء من عدم الارتياح وأنا أكتب هذا الكلام لأنه يبدو "سيس" إلى حد ما ولكني مقتنع تماماً به وبأهميته للأسف الشديد.

هذا الاحتياج يكون هو السبب الرئيسي للشعور بما يسمى بالفراغ العاطفي.. وقد يظن البعض أن الفراغ العاطفى يعاني منه الانسان الذي لا يتعامل كثيراً مع الجنس الآخر.. ولكن بالعكس.. أبسولوتلي.. فالدراسات التي أجريتها تؤكد أنه من الممكن أن يعمل شاب في شركة كلها من الفتيات ويشعر به.. هو ليس مرتبطاً بالغريزة أو الهرمونات ولكنه شعور أرقى من ذلك بكثير.. ولأن مستكبر النار من مستصغر الشرر.. يكون هذا الفراغ هو السبب الرئيسي للكثير من القرارات الانفعالية غير المدروسة.

على سبيل المثال.. الفراغ العاطفي أحياناً يكون هو المحرك الرئيسي الذي يدفع الشاب دفعاً للزواج.. والزواج هو قرار مصيري في حياة الانسان، والغلطة فيه قد يمتد مفعولها لسنوات وعقود وربما أجيال. ولكن لأن الرغبة دائماً تكون أقوى من الحكمة، يندفع الشاب بمنتهى الحماس والسعادة للبحث عن شريكة حياته وهو يتخيل حياته عندما يجدها معتمداً في ذلك على الحكمة الخالدة "أصلها بتفرق في حياتك واحدة".

الملفت أنه في هذه المرحلة يكون متشوقاً بشدة لمرحلة الخطوبة وهي فترة لطيفة بلا شك.. ويحاول أن يتجنب بشدة التفكير في الحياة الزوجية بما فيها من تحديات ومسئوليات. الزواج هو مرادف للمسؤولية وليس مرادفاً للرومانسية.. وبالتالي فلابد أن يكون الإقدام عليه فعلاً وليس مجرد رد فعل.. أعرف أنك تقول في سرك أنني شخص "فصيل".. بصراحة عندك حق ولكن هذا أفضل من شخص يعمل لك من البحر طحينة ثم تفاجأ بأن البحر عميق جداً بعد أن تكون قد قفزت بالفعل في مياهه.

البديل الآخر لإشباع الفراغ العاطفي يكون عن طريق ما يسمى ب"المصاحبة".. ولا أعتقد أنني بحاجة لتوضيح الفرق بين الصداقة والزمالة والمصاحبة في دولة أصبح شعبها يفهم الفرق بين النظام البرلماني والرئاسي.

ولكن أنا شخصياً لا أعتقد أن هناك ما يسمى بالصداقة بين الرجل والمرأة.. وأرى أنها تكون في الغالب مرحلة انتقالية تسبق إما تطور العلاقة أو نهايتها.. أي أنها صداقة مؤقتة وهو نفس ما ينطبق على المصاحبة.. ولكن الأسوأ أن المصاحبة غالباً تنتهى بشكل سيء لأن طرفيها لا يحملون نفس التوقعات منها. يقول ستيفن كوفي أن من عادات النجاح السبع "التفكير في النهاية عند البداية".. وفي حالة المصاحبة نادراً ما يفكر أحد في النهاية (عشان مش طالبة) فينتهي الأمر أنها تتزوج من شخص أكثر جدية أو هو يتزوج فتاة يعتقد أنها تصلح كزوجة بشكل أفضل. (فصيل فصيل يعني)

صديقي يقول لي "أنا عايز أتجوز واحدة مش عارف أوصفها.. بس لو شفتها هعرفها على طول.. أنا أصلاً بشوف في الشارع بنات كتير كويسة.. بس بيبقوا في الشارع بس".. أنصحه – وأنصح نفسي- بعدم المشي في الشارع.

وبعيداً عن كل هذا.. كل عام وأنتم بخير.. لا ليس بمناسبة عيد الأضحى فقط.. عيد الحب كان أول امبارح.. فعلاً مفيش فايدة!