على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

سوسو

جلسنا سوياً أمام التليفزيون نستعد لتحدٍ جديد في البلاي ستيشن.. صديقي لا يريد الاعتراف بأنني أتفوق عليه بمراحل لمجرد أنه يهزمني باستمرار.. لو كانت العبرة بالنتائج لما وجدنا مشجعاً واحداً لأي فريق في مصر بخلاف الأهلى.

كان التحدي هذه المرة أن نلعب المباراة دون أن نشاهدها لكي نرى من يستطيع أن يكسب "عالمغمّض".. وكنا من المؤمنين بالحكمة الخالدة التي تقول "اللاعيب يلعب من غير دراعات".. أعطينا ظهرنا للتليفزيون وبدأنا نلعب اعتماداً على صوت المعلق.. كان التحدي مرهقاً وممتعاً في نفس الوقت.. وبعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي.. قال لي صديقي:
في حاجات كتير لعبتها عالمغمّض قبل كده.. وكل مرة كنت ببوظ الدنيا..

قلت له: وإيه الغريب في كده؟ انت أصلا بتبوظ الدنيا وانت عالمفتح..

ابتسم ابتسامة خفيفة قائلاً: طب اسمع دي.. بس مش عايز تريقة.. مرة لقيت واحدة عملتلي add على الفيس بوك وأنا معرفهاش.. كنت ساعتها مراهق فاشل فقلت أكيد الموضوع ده وراه حاجة.. دخلت على البروفايل بتاعها أشوف مين دي.. لقيت مفيش أي معلومات!! الاسم : سوسو.. السن 22 سنة.. وصورة ميكي ماوس أو حاجة كرتون كده.. وبس..
قلت أشوف هي مصاحبة مين.. لقيت عندها صديق واحد بس هو العبد لله.. قلت بس كده بانت قوي.. ده أكيد واحد صاحبي عايز يشتغلني ويجرجرني في الكلام وبعدين يبتزني ويذلني بأنه كشف قد إيه أنا ساذج.

لكن على مين !.. قلت أنا هعملله مفاجأة تكتيكية عشان أثبته.. رحت كتبت على بروفايل سوسو إن أنا أعرفها من زمان وإنها شخصية جميلة جداً وفيها شوية عيوب بس هي برضو انسانة رائعة وخدت راحتى أوي في الكلام..

المهم استنيت أي رد فعل.. مفيش.. قلت لأ بقى أنا لازم أدخل أشوف إيه اللي حصل.. دخلت عندها لقيتها ضافت واحد تاني اسمه "مومو".. دخلت أشوف مين مومو ده.. مش عارف إيه المشكلة إن الواحد يكتب اسمه عالنت من غير ما يدلع نفسه أوي كده..

لقيت عند مومو صديق مشترك اللي هو محمود صاحبي.. بالصدفة محمود كان أونلاين فسألته "مين مومو ده يا محمود؟".. قاللي "ده مهند أخويا".. بالمناسبة مهند ضابط شرطة وعصبي حبتين ومش مهند خالص.. قلت في سري "خير.. خير" وسألته بكل براءة "طب ماتعرفش مين سوسو صاحبة مومو يا محمود؟".. قاللي "دي خطيبته.. بتسأل ليه؟".. ساعتها حسيت إن الجو فجأة بقى برد أوى مش عارف ليه.. عارف البرد اللي بتحس بيه في العضم؟ هو ده.

المهم رحت على طول دخلت على بروفايل سوسو عشان أمسح القصيدة اللي أنا كتبتها.. لقيت مومو اللي هو مهند باشا كاتب حاجة هناك برضو وفهمت إنه أكيد شاف اللي أنا كتبته.. طبعا عرفت إنها كانت ضايفاني عشان تشابه الأسماء اللي بيني وبين اسم أخو مهند ومحمود.. وفهمت برضو إني طلعت زي ما أبوالليف بيقول "خرنج".

كنت أبذل مجهوداً ضخماً لأمنع نفسي من الضحك مراعاة لحالته النفسية.. فسألته في تأثر.. طب واتعلمت إيه من الموقف ده غير إنك لا مؤاخذة خرنج؟.. قال في دهشة.. يا نهار أبيض! إنت مش واخد بالك ولا إيه.. على فكرة لو ركزت هتلاقى إن الحوار ده بيوريك مشكلة جيل مش مشكلتي أنا بس..

قلت له.. طب أنا هركز وانت احكي..

وضع دراع البلاي ستيشن على الأرض.. اتكأ على الأريكة ونظر إلى السقف في شرود.. ثم قال.. امسك الموضوع واحدة واحدة.. هو أنا ليه افترضت إن سوسو دي واحد صاحبي بيشتغلني؟ أولاً عشان أنا عارف إني مصاحب ناس تعبانة في دماغها زي حضرتك.. يبقى لازم الواحد ينقي أصحابه أحسن من كده.. وكمان عشان في حقيقة كلنا عارفينها إن أي ولد بيفرح لما يلاقي بنت بتحاول تتعرف عليه.. مش عارف تفسير منطقي للفرحة دي ومش عايز أعرف.. بس المهم إنك ممكن تستغل الفرحة دي في إنك تمسك على الولد حاجات تحرجه جداً لو اتنشرت قدام الناس. حاجة بسيطة من حاجات كتير بتوريك إن كل واحد فينا عنده انفصام شخصية بس مش واخد باله.. أو عامل إنه مش واخد باله.

وأهم حاجة بقى طلعت بيها من الموضوع كله.. إن الواحد لما بيفتكر نفسه ذكي جدا بيطلع غبي جدا جدا.. المشكلة إن التصرف بذكاء مغري وبيخلى الواحد يخاطر ويتهور عشان يفتخر بإنه ذكي.. عارف.. كل ده كان ممكن مايحصلش لو كنت افترضت من الأول إن أنا ممكن أكون غلط ولو واحد في المية.

تذكرت شيئاً فقلت له.. "طب سيبك من كل ده.. إنت ماقلتليش مهند لما عرف عمل إيه؟".. فكر للحظات وبدا عليه التوتر ثم قال فجأة.. "إيه ده !! الشوط التاني بدأ لوحده.."


·        من كتاب "مذكرات واحد صاحبي".. مشروع القرن الحادي والعشرين بالنسبالي