على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مقال مختلف

هدأت العاصفة الموسمية للفتنة الطائفية بشكل مؤقت.. في انتظار أن تثور مرة أخرى بعد بضعة أسابيع أو شهور على أقصى تقدير.. الفتنة الطائفية هي الشيء الوحيد الذي ينقذنا من الشعور بالملل الناتج عن الخلافات السياسية بين الليبراليين والاسلاميين والفلول وغيرهم. كذلك هي الفرصة الذهبية لكل فرد لكي يرتدي عباءة الحكمة مندداّ بما حدث ويحدث وسيحدث.. بلا جدوى أو فائدة أو تأثير.

الآن يجب أن نتحدث كثيراً عن سيادة القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع دون استثناءات.. رغم أننا نعرف جميعاً أننا نعجز عن تطبيق ذلك القانون على سيارة تقف في الممنوع وتحمل شعاراً يدل على أن قائدها ينتمى لهيئة قضائية من المفترض أنها مسئولة عن تطبيقه. نحن أصلاً لا نستطيع تطبيق القانون بشكل محايد على أي شيء ابتداء من النادي الأهلي وانتهاء بمحاكم أمن الدولة العليا.. كيف نتحدث إذن عن أن تطبيق القانون هو الحل دون أن ندرك أننا بذلك نضع العقدة في المنشار؟

أنا شخصياً لا أعرف ما هو الحل.. ولكتى أتصور أن التعريف الدقيق للمشكلة هو أول خطوات حلها والمشكلة في مصر سببها الرئيسي هو وجود المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب في وطن واحد دون حدود أو فواصل. وجود اختلاف في الديانة هو سبب المشكلة وأقصد بذلك أن المشكلة هي أننا لا نستطيع أن نتعايش مع من يختلف عنا أو نتقبل وجوده أو نشعر بالسعادة عندما نراه.

التعريف الأدق هو أننا لا نتقبل الاختلاف.. واختلاف الديانة هو مجرد واحد من عشرات الاختلافات التي لا نتقبلها ولكن لا نشعر بذلك لأن آثارها أقل كثيراً من آثار الإختلاف العقائدي.. وهذه بعض الأمثلة:

معظمنا يشعر بالضيق أثناء قيادة السيارة لأن هناك من يسير ببطء مبالغ فيه – من وجهة نظره – أو تهور غير مبرر – من وجهة نظره أيضاً- وكأنه هو الوحيد الذي يقود سيارته بالسرعة المثالية. تجد السائق يصرخ في من أمامه "خش يا بيه.. خش يا بيه" ثم ينظر بتعجب وكأنه يرى كائناً فضائياً لمن يأتي بسرعة من خلفه.

كذلك نحن ننظر بمنتهى الاستنكار لمن يستخدم كلاكس السيارة على أنها آلة موسيقية ويعتبر الزفة المزعجة في الشارع جزء من بروجرام الفرح.. نقول أن ذلك منتهى التخلف والتلوث السمعي.. رغم أننا متأكدين أننا سنفعل نفس الشيء عندما نكون في مكانهم عملاً بمبدأ إذا كان التصرف بغباء يؤدي إلى الشعور بالسعادة.. فمن الغباء ألا تكون غبياً.

ينظر الرجال إلى المرأة نظرة استعلائية تحمل بداخلها معان من نوع "إحنا اللي فاهمين كل حاجة" أو "دولا مجانين" والمشاعر متبادلة للأسف فالمرأة تنظر إلى الرجل على أنه كائن لطخ لا يقدر المشاعر النبيلة ويعاني من تأخر عقلي نوعاً ما لأن المخ والعضلات نادراً ما يجتمعا معاً.

ولذلك لا أندهش عندما أرى أن كل فرد يشعر أن وظيفته هي أصعب وأعقد وأخطر وظيفة على وجه الأرض فينصح كل طفل صغير أن يبتعد عنها تجنباً للعناء.. وينظر باستخفاف لأي وظيفة أخرى ويرى أنه قطعاً يستطيع القيام بوظائف الآخرين بشكل أفضل.. فهو يرى نفسه يستطيع تسديد الكرة أفضل من شيكابالا.. وهو بالتأكيد قادر على قيادة الحكومة بشكل أفضل كثيراً من كل من شغلوا هذا المنصب.

الخلاصة أن معنى الايمان بضرورة أن نكون مختلفين حتى نتكامل غير موجود.. بل إننا نعتبر أن من يختلف عنا هو بالضرورة أحد أسباب تأخرنا. ورفض وجود من يختلف عنا في الديانة ليس إلا مظهر من مظاهر هذا الانغلاق.

ملحوظة أخيرة.. إذا لم يعجبك هذا المقال فحاول أن تتقبل أن تقرأ شيئاً لا يعجبك... وأن تساهم في نشره.