على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الجمعة، 27 أغسطس 2010

Take Away 2

  • أرجوكم لا تعلموا الأطفال أن الأم مدرسة.. فلا أحد يتمنى أن يفعلوا لأمهاتنا ما يفعلون في مدارسنا.
  • أجمل ما في الأمور السيئة أنها تجعلك تكتشف أنك ما زلت قادرا على تحملها.
  • الفرصة مثل أتوبيس النقل العام.. لن تجده إلا إذا وقفت في طريقه.. ولن تركبه إلا إذا جريت وراءه.
  • كنت أعتقد أن الخط المستقيم هو أسرع طريق بين نقطتين.. حتى أثبت لي الطريق الدائري أن لهذه القاعدة استثناءات.
  • الغرور هو أغبى أنواع الغباء.. فهو يجعلك تفقد كل شئ بينما تعتقد أنك تملك كل شئ.
  • المصري هو الانسان الوحيد الذي يكره اللصوص وضباط الشرطة بنفس المقدار.
  • ليست صدفة.. ولكنه القدر.
  • منتهى الظلم.. أن يكون الشيطان مذكرا.
  • المرأة ليست مشكلة في حد ذاتها.. ولكنها هي أم المشاكل كلها.
  • عندما سقط الحذاء من إحدى قدمي غاندي وهو يركب القطار.. ألقى الفردة الثانية بجوارها لكي يستفيد أحد الناس بالحذاء.. أما لو كان غاندي مصريا.. لأمسك بالفردة الثانية وصوبها بقوة في وجه أول من تمتد يده لتمسك بالفردة الأولى.. وهو يشدو "وأناااا..أنا مش خرنج.. أنا كينج كونج"
  • الانتصار على إسرائيل ليس صعبا على الإطلاق.. بدليل أننا أبطال أفريقيا ثلاث مرات متتالية.. فقط نحتاج من أبوتريكة مزيدا من التركيز ومن شيكابالا مزيدا من الجماعية.
  • لا أذكر أنني فشلت في حياتي إلا مرة واحدة.. عندما فشلت في أن أتذكر كل مرات فشلي.
  • وراء كل عظيم امرأة.. مش عايز أبقى عظيم.
  • وراء كل عظيم امرأة.. لأنه أزاحها من طريقه بعد أن كانت تعترضه.
  • عندما تدخل غرفة وتغلق بابها.. تأكد أنك ما زلت قادرا على الخروج وقتما شئت.. عندما تقبل بوظيفة ما وتوقع على كل الأوراق.. تأكد أنك تستطيع أن تستأذن في الرحيل وقتما أحببت.. عندما تجد نفسك على وشك الدخول في خناقة.. تأكد أن طريق الهروب آمن بشكل كاف.. ولكن عندما تقرر أنك ستصبح زوجا.. لا تحاول أن تفكر في أي شئ.. لأنك لو فكرت للحظة.. ستتراجع فورا.. فالشروط السابقة يستحيل تحقيقها.
  • يدعي خبراء التسويق أن اسم المنتج يمكن توظيفه لجذب المستهلك المستهدف.. ولكن ماذا عن الحشيش؟
  • لا يوجد حاكم يمنح شعبا فقيرا ديمقراطية حقيقية.. لأنه يعرف أنه سيكون أول الضحايا.. وفي نفس الوقت سيظل الشعب فقيرا حتى يحصل على ديمقراطية حقيقية.. مشكلة.
  • الفرق بين سلوك المرأة مع الرجل قبل الزواج وبعده يشبه تماما الفرق بين سلوك البائع عندما تذهب لتشتري منه سلعة ما وسلوكه عندما تحاول أن تعيد له السلعة وتسترد ثمنها.
  • أستطيع أن أفهم الدافع وراء كل السلوكيات الخاطئة.. إلا معاكسة الفتيات.. أتمنى أن أعرف كيف يقنع الشيطان الشباب بذلك.
  • الدموع هي السلاح النووي للمرأة.. لا أحد يستطيع أن يصمد أمامه.. والمؤسف أنها تدرك ذلك جيدا.
  • يحدث هذا دائما عندما يصبح المسئول.. مش مسئول.
  • قررت الحكومة أن تنفق المليارات على خط المترو (إمبابة - المطار).. أخشى أن يكون هذا المترو يسير في اتجاه واحد كأحد الحلول لتقليل الكثافة السكانية.
  • مصر هي الدولة الوحيدة التي يستخرج فيها الناس رخصة ليتمكنوا من تعلم القيادة وليس العكس.
  • الزواج مثل التدخين.. يبدأ بكلمة "عايز أجرب".. وينتهي بكلمة "يا ريتني".
  • اتصالات تؤكد أن الدنيا "لسه فيها أكتر" ولكن للأسف المحفظة ليست كذلك.. سيبونا في حالنا.
  • تغير تفكير المصري عبر العصور.. كان الفراعنة يؤمنون بأن إكرام الميت دفنه ولذلك ابتكروا التحنيط وبنوا الأهرامات.. أما الآن فأصبح إكرام الحي قتله حتى يرتاح ويريحنا.

الخميس، 5 أغسطس 2010

مش بحب مصر

فكرت في أن أكتب شيئا عن مصر والوطنية والانتماء وذلك الكلام الذي يجعل جسدك يقشعر دون أن تدرك لماذا.. لم أبذل مجهودا يذكر في التفكير في طريقة كتابة شئ كهذا.. فالطريقة معروفة ومحفوظة جيدا.

عليك أن تبدأ ببداية توحي بأنك تكره مصر بشدة.. عنوان كالذي تجده في السطر الأول.. فقط لكي تجذب كل من يمكن أن يوافقك الرأي.. ثم تؤكد للقارئ في المقدمة أنك تكره مصر بكل ما فيها ومن فيها.. بل وتحلم بيوم تتركها فيه لترحل إلى أي مكان مستخدما تذكرة ذهاب بلا عودة. أسبابك موضوعية جدا لذلك.. فمن الطبيعي أن تكره الزحمة والقذارة والتلوث والتسول والنصب والبلطجة والفقر والفساد والمحسوبية والروتين.. والقائمة تمتد بلا نهاية.

وبعد أن تقنع القارئ أنك تتفق معه تماما في كرهه لمصر.. تبدأ في استدراجه لكي تحكي له عن أروع ما فيها.. ولكن كن حذرا.. عليك أن تحافظ على مشاعر الكراهية حتى يسبقك هو إلى محاولة تغييرها. حاول أن تحكي له موقفا يظهر شهامة ولاد البلد الجدعان.. عندما طردك رئيسك من العمل فوجدت صديقا يقف بجانبك حتى وجدت عملا آخر. أو عندما كنت تسير في الشارع وقت المغرب في رمضان.. فوجدت من يجري من بعيد ليمنحك تمرة مقابلها الوحيد هو ثواب افطار الصائم.

من الممكن أيضا أن تستعمل الأسلوب الشهير فتحاول أن تجعله يسترجع بعض ذكريات الطفولة الجميلة.. هو يحب هذه الفترة من حياته ويحن لها بشدة.. وحنينه إلى الزمان من الممكن أن يجعله يحن إلى المكان أيضا.

حاول أن تذكره على سبيل المثال بيوم العيد.. وسهره حتى الصباح مع أبناء عمه ثم التظاهر بالنوم عندما تستيقظ الأمهات لتتأكد من مصدر الصوت.. أو أن تذكره بملابس المدرسة الجديدة التى هونت عليه كآبة العودة للدراسة.. رحلة المدرسة التي زار فيها بانوراما حرب أكتوبر لأول مرة.. واحساسه وقتها لأول مرة بذلك الشعور الذي اكتشف فيما بعد أن اسمه "الفخر".

تدعوه إلى مشاهدة بعض أهداف المنتخب.. بالتأكيد صوت نانسي عجرم في الخلفية سيمنح الأهداف طابعا حماسيا وهي تتساءل لو سألتك إنت مصري تقوللي إيه.. مشهد علم مصر وهو يرفرف في المدرجات سيجعل قلبه يخفق بعنف.. وسجدة أبوتريكة ستجعله يقول سرا "الحمد لله".

ولكني تساءلت قبل أن أكتب مقالا بهذا الشكل.. هل كل ما سبق سيجعل من يكره مصر يغير رأيه ويشعر ببعض الحب لها؟... الإجابة في رأيي الذي من المؤكد أنك ستختلف معه.. هي "لا".

فكرت فوجدت أنني لا أستطيع أن أطلب منه أن يحب مكانا لا يعجبه.. هو يكره الزحام وهو شئ مطلق لا يغيره أنه زحام بسبب كثرة الناس الطيبين.. يكره النصب وهو شر مجرد لا يجمله أنه يعبر عن ذكاء المصري ونباهته.. يكره التسول ولا علاقة لذلك بأن كثرة المتسولين تعبر عن أن مصر مليانة ناس بتحب الخير.. يكره أن يتعرض للإهانة ولا يمكن أن أطلب منه أن يحبها لمجرد أنه مصري.. يكره كل ما في القائمة وهي كلها أشياء يمنعني احترامي لذكائه أن أطلب منه أن يحبها.

تذكرت الآن أغنية الفيلم الرائع "عسل أسود" التي أخبرتنا أن مصر "فيها حاجة حلوة".. ولكنها تركت تحديد شكل الحاجة الحلوة لخيال المستمع.. واعتقادي أنه من البديهي أن تكون فيها على الأقل حاجة حلوة.. لأنه لو كان فيها كل هذه المصائب بدون أي حاجة حلوة كنا سنصبح أمام مشكلة كبيرة بالفعل.

حتى ما اعتقدت أنه أروع وأجمل ما في مصر والذي حاولت أن أحكي عنه باستفاضة.. اكتشفت أن كل ذلك جمال نسبي لا يراه ولا يشعر به إلا المصريون.. فلو كنت عرضت مقالي الذي أصف فيه احساسي وأنا أقف على كوبري قصر النيل ليلا بأنه احساس ملك يجلس على عرش مملكة رائعة الجمال.. لو عرضت مقالا كهذا على مواطن أمريكي أو انجليزي أو حتى تنزاني لن يفهم أي جمال هذا الذي أتحدث عنه.. حتى المواطن الهندي كان سيعجز عن فهم ما الذي كنت أقصده.

ولكن لماذا كان هذا الجمال النسبي دائما ينجح في تحريك مشاعرنا رغم أننا ما زلنا نكره معظم ما في مصر؟.. أعتقد والله أعلم أن المشاعر التي تتحرك وقتها هي ما يمكن أن نسميه "الانتماء" وهناك فرق بين الانتماء والحب.. أنا ولدت في هذه الحارة الضيقة الفقيرة وبالتالي فأنا أنتمي لها وأرفض أن تتعرض لأي شر.. بل إنني مستعد أن أدافع عنها بكل ما أملك.. هي حارة ضيقة وفقيرة ولا وجود للجمال فيها.. ولكنها الحارة التي ولدت فيها.

أنا أعيش في هذه البلد.. أجمل أيام حياتي قضيتها هنا.. في هذه المدرسة منحني المدرس جائزة وعدت يومها إلى منزلي وأنا أطير فرحا.. تحت هذه العمارة كنت أقف وأطلق صفارة مميزة فأجد صديقي يخرج لي من النافذة وهو يرتدي قميصه ليلومني على أنني لا أتأخر أبدا عن مواعيدي.. في كل ركن فيها كانت لي ذكرى.. إذا أردت أن تعرف قصة حياتي.. اسأل شوارعها فهي تعرف الإجابة.. لا تسألني هل كانت بلدي جميلة أم لا.. المهم أنها كانت بلدي وهذا يكفي.

ومن حسن الحظ أن مشاعر الانتماء هذه نحصل عليها مجانا بمجرد أن نولد.. هي موجودة بداخل كل فرد فينا بلا استثناء.. ترقد في مكان ما في الأعماق وتنتظر فقط همسة أو إشارة أو نداء بسيط لكي تستيقظ وترى النور من جديد.. ولكن المؤسف أنها بمجرد أن تستيقظ حتى تنام مرة أخرى.. هي مجرد انفعال لحظي نتيجة لمؤثر خارجي.. بمجرد أن ينتهي.. تنتهي.

ولكن إذا أردنا أن نحب مصر فعلا فعلينا أولا أن نجعل مشاعر الانتماء تتحول إلى أفعال تستطيع أن تمنحنا وطنا أجمل حتى نحبه.. إذا كنت تشعر بالانتماء إلى هذا البيت فأنت بالتأكيد ستبذل أقصى جهدك لتجعله أجمل بيت في الدنيا.

من حقك أن تكره مصر.. ولكن تكره مصر التي تراها أمامك الآن لأنك تتمنى أن تجعلها أفضل مكان على وجه الأرض.. لن أقول لك أنك تحب أمك لأنها أمك وليس لأنها أجمل امرأة في الدنيا.. عفوا ولكن الموقف مختلف تماما.. فأنت لا تستطيع أن تجعل أمك أجمل امرأة في الدنيا.. ولكنك تستطيع أن تصنع مصر التي تحبها.. لتحبها.

أستطيع أن أقول الآن وأنا في كامل قواي العقلية.. أنني بالفعل مش بحب مصر.. لسبب واحد.. لأنني أحبها حتى النخاع.


بقلم – كيبورد

عمر محمد كامل