على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الأربعاء، 30 مارس 2011

هكذا أحاول أن أكون مختلفاً..

حسناً سأحكي لكم كيف أشعر الآن.. هو نفس الشعور الذي أجده عند كتابة شيء جديد.. لقد كتبت كثيراً جداً من وجهة نظري ولم أعد قادراً على أن أكتب ما هو أفضل.. بالتأكيد سيقارن هذا المقال مع ما سبقه مقارنة غالباً لن تكون في صالحه.. سأحاول أن أكتب شيئاً أفضل.. ولكن كيف؟ لابد أن يكون مقالاً مختلفاً.

نعرف جميعاً أن قدماء المصريين اخترعوا الكتابة منذ آلاف السنين.. هل تظنون أنني أستطيع أن أجد موضوعاً لم يكتب عنه أحد طوال هذه الفترة؟ قد أكون مدهشاً ولكن المهمة صعبة بالتأكيد.. فكرت كثيراً حتى وجدت الموضوع الذي لم ولن يكتب عنه أحد.. سأكتب عن نفسي.. وسأتحدى خوفي من اتهامي بالغرور.

بمنتهى الصراحة أعتقد أنني أحياناً أتصرف بشكل جيد.. وأشعر بذلك كلما تصرفت بشكل سيئ جداً.. لأنني حينها أحاول أن أكتشف الجانب الجيد من الموقف السيئ وصدقوني يصنع ذلك فارقاً ضخماً.. على سبيل المثال في أحد الأيام اكتشفت فجأة أنني فقدت محفظتي بكل ما فيها من كارنيهات وأموال لا تعد ولا تحصى. ذهبت بعدها وأنا يائس إلى المسجد لأصلي ودعوت الله أن يهون مصيبتي، فخرجت لأجد أحد المعجبين قرر أن يحتفظ بحذائي على سبيل التذكار وأن يصطحبه معه إلى منزله.. كانت لحظة صعبة بالفعل تلك التي أدركت فيها أنني أعيش بلا جنيه أو كارنيه أو حتى حذاء.. ولكن أروع ما فيها أنها جعلتني أدرك أنني أستطيع أن أتحمل فقدان كل هذه الأشياء دون أن أفقد وعيي أو أن أصاب بالصرع.. فأنا مقتنع أن أروع ما في الأمور السيئة أنها تجعلك تكتشف أنك ما زلت قادراً على تحملها.

أحاول بكل جهدي أن أكون مختلفاً عندما أجلس مع مجموعة من الناس.. يمكنك أن تحقق ذلك بمنتهى السهولة.. فقط حاول أن تستمع أكثر من أن تتحدث.. سيندهش الجميع بمجرد أن تفتح فمك وسيهتمون بشدة بكل حرف تقوله وستبدو كلماتك مليئة بالحكمة خصوصاً لو كنت تتحدث بهدوء تصحبه ابتسامة خفيفة. الاستماع فضيلة تجعلك محبوباً من الناس فهي تعبر ضمنياً عن اهتمامك بهم.. بالإضافة إلى أنها وسيلة لاكتساب الخبرات فالشخص الذي يستمع إلى الكثير يتعلم الكثير. كما أنه في هذا الزمن الملئ بالأبواق ووسائل التعبير يصبح الشخص الذي يجيد الاستماع إلى الآخرين.. مختلفاً.

وسأحاول من الآن أن أكون مختلفاً عن كل الكتاب.. كلهم يقابلون كلمات الإشادة بإظهار التواضع مستخدمين عبارات مثل "العفو ده بس من ذوقك"..أو "الكلام ده كتير عليا قوي".. مرة أخرى سأتحدى خوفي من اتهامي بالغرور وأقول إنني لا أصدق نفسي عندما أقول هذه العبارات.. أنا أعرف بشكل غير مؤكد أنني أكتب كلاماً يصلح للقراءة وإلا يصبح نشره على الملأ محاولة لإضاعة وقت القراء. أعتقد أن اللباقة لا يجب أن تتعارض مع قول الحقيقة والأفضل من قول "أنا ماستحقش كل ده" هو قول "يا رب أكون أستحق كل ده".. فمنتهى الحماقة أن يتصور انسان أنه يملك موهبة ما.. هو فقط يتمتع بها للحظات لا يعلم عددها إلا الله.. فالموهبة هي الشيء الوحيد الذي نفقده بمجرد أن نعتقد أننا نملكه.

ولكي تصبح مختلفاً في هذه الأيام بالتحديد لابد أن تكون مثقفاً.. وفي عصر التيك أواي لم يعد أحد يملك الوقت أو الصبر لكي يقرأ كتاباً ثقيلاً.. وأصبح الكل يعتمد على ال "تويتس" أو المقالات السريعة لتكوين الآراء في قضايا معقدة دون محاولة بناء ثقافة كاملة أو خلفيات عميقة.. أحاول أن أقرأ الكتب فهي وسيلة جيدة لكي تكون رأياً مختلفاً يجعل الجميع ينظرون إليك كأنك مفكر مخضرم.

أنا انسان مختلف بلا شك فأنا بسيط.. مؤدب.. لطيف.. رشيق.. ذكي.. ملتزم.. لحظة واحدة !!.. هل تعتقدون أنني بالفعل بهذه الروعة.. بالعكس أنا لا أملك شيئاً على الإطلاق من كل ما ذكرت.. بل إنني أقسم أنني أعتبر نفسي شخصاً سيئاً جداً.. لست سعيداً بحالي وإن كنت أحمد الله عليه.. ولهذا السبب فقط فأنا أحاول – بكل استطاعتي - أن أكون مختلفاً.


http://www.facebook.com/home.php?sk=group_203962466297315&ap=1