على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الجمعة، 6 مايو 2011

ثرثرة جنب النيل 2

  • كيف تغيرت الأمور بهذه السرعة؟
  • لأنها نتيجة عشرات السنين من الجمود.. الضغط يولد الانفجار دائماً.
  • ولكنه يولد الأخطاء أيضاً كما يقول معلقو المباريات؟
  • الأخطاء واردة في كل زمان ومكان.. المهم ألا تكون متعمدة.
  • ولماذا يتعمد الانسان أن يخطئ؟
  • لأنه يعتقد أنه يحقق منفعة ما من وراء هذا الخطأ.
  • إذن هو في هذه الحالة لا يعتبر مخطئاً؟
  • من وجهة نظره فقط.
  • ألا يمكن أن تكون أنت الآن مخطئاً من وجهة نظره أيضاً؟
  • ربما.. ابحث دائماً عن المرجعية حتى تستريح.
  • وكيف نجد المرجعية التي يتفق عليها كل الناس؟
  • لقد أوجدها بالفعل من خلق كل الناس.
  • ولكنهم يختلفون في تفسيرها؟
  • وفي اختلافهم رحمة.. ولكن تبقى الخطوط العريضة واضحة.
  • هل ترى كل الأمور بهذا الوضوح؟
  • توجد أشياء لا أفهمها إطلاقاً.
  • مثل ماذا؟
  • المرأة.. على رأس القائمة.
  • ألا ترى أنك أعطيت الموضوع أكبر من حجمه؟
  • المرأة هي نصف العالم.. ومن المحبط أن تشعر أنك لا تفهم نصف العالم الذي تتعامل معه.
  • وما الذي لا تفهمه؟
  • ماذا تريد المرأة؟ تشعر دائماً أن النساء يبحثن عن شيء لا وجود له.
  • كلامك أجوف.. أنت نفسك لا تعرف معناه.
  • إلى حد ما.. كلنا نردد أحياناً كلاماً لا نفهمه
  • ولماذا نفعل ذلك؟
  • لأن الكل يريد أن يتكلم بعد أن أصبح الكلام مباحاً.
  • هل لأن الممنوع مرغوب؟
  • لست مقتنعاً بهذه القاعدة.. الانسان يرغب في أي شيء يجعله يشعر بالسعادة.
  • ربما يجد بعض الناس سعادتهم في الحصول على الممنوع.
  • أو ربما لأن الانسان لا يضع في قائمة الممنوعات إلا ما قد يكون مرغوباً. فكر معي ما فائدة أن تمنع انساناً من شيء هو أصلاً يكرهه؟
  • إذن هو يبحث عن سعادته ولا شيء آخر
  • بالتأكيد
  • وما هي السعادة؟
  • هي الكلمة الوحيدة التي لن تجد لها تعريفاً دقيقاً حتى في أعظم المعاجم والقواميس.
  • وما هو تعريفك لها؟
  • تقصد لو طلبت مني أن أكتب تعريفاً لها في القاموس؟
  • نعم..
  • سأكتب "عندما تبحث عن معنى كلمة في هذا القاموس وتجده.. أنت في تلك اللحظة تشعر بالسعادة".
  • تعريف قاصر.
  • أقصد أنك عندما تبحث عن أي شيء وتجده فهذه هي السعادة.. الصحة.. المال.. الزوجة.. الأسرة.. راحة البال
  • ولكن ماذا عن درجة الاكتفاء من هذا الشيء؟.. "لو أوتي ابن آدم واديان من ذهب لتمنى أن يكون له ثالث".
  • نعم.. الانسان بداخله جزء من الطمع
  • طمع أم طموح؟
  • الطموح هو طمع مشروع له ما يبرره.. أما الطمع فهو أن تحاول الحصول على ما هو ليس من حقك.
  • وهل القناعة هي عكس الطمع أم عكس الطموح؟
  • بالتأكيد هي عكس الطمع.
  • هل لديك إجابات لكل الأسئلة؟
  • هذا يتوقف على نوعية الأسئلة.
  • وماذا كان آخر سؤال لم تتمكن من معرفة إجابته؟
  • قال لي أحدهم.. "لو أخبرتك أنني كاذب هل ستصدقني؟"
  • وما الصعوبة في هذا؟!.. بالطبع لن تصدق انسان كاذب.
  • ولكن هذا يعني أنه كذب عندما قال أنه كاذب.. أي أنه صادق.
  • لا يوجد انسان يكذب على طول الخط.. كما لا يوجد انسان صادق باستمرار.
  • ربما لم تقابله حتى الآن ولكن هذا لا يعني أنه ليس موجوداً
  • من المؤسف أننا لا نصدق إلا ما نرى.
  • بينما لا يجب أن نصدق كل ما نرى.
  • وكيف لا تصدق شيئاً تراه بعينك؟
  • لأن المظاهر أصبحت قادرة على الخداع أكثر من أي وقت مضى.
  • لا أعتقد هذا.. حتى المظهر الخادع يحمل دلالة يجب أن نصدقها.
  • ولكن المسميات نفسها تختلف.. من يسرق محفظة يسمى نشالاً بينما من يسرق بنكاً يسمى رجل أعمال متعثر.
  • بعضهم يكون متعثراً فعلاً.
  • وكذلك النشال.. لو بحثت في ظروفه ستجده أكثر تعثراً.
  • ومن يهتم بالبحث في حياة شخص تافه؟
  • الأغلبية الساحقة.
  • ماذا تقصد؟
  • تأمل أخبار المشاهير ومدى اهتمام الناس بها.. إنهم يهتمون بأدق التفاصيل في حياة شخص ليس مهماً
  • مجرد اهتمام الناس به يجعله مهماً.. أعتقد أن التشابه اللفظي بين "مهم" و"اهتمام" ليس مجرد مصادفة.
  • بالتأكيد.. هو مهم للناس ولكنه لا يملك تأثيراً على حياتهم.
  • قلت لي من قبل أنك تكتب لأنك تتمنى أن تمتلك هذا التأثير.
  • تذكر أنك قلت أنه لا يوجد شخص صادق باستمرار.
  • إذن لماذا تكتب؟
  • الكتابة هي رد فعل وليست فعلاً له ما يبرره.. القراءة هي التي تدفعك للكتابة دفعاً.
  • هل تظن أن الأمر الإلهي "اقرأ" كان شاملاً لأن القراءة تدفع للكتابة كما قلت؟
  • الله أعلم
  • بالتأكيد الله أعلم.. ولكن ماذا عن علمك أنت؟
  • محدود ومتناقض.. لقد قلت أن القراءة هي التي تدفع إلى الكتابة بينما لو فكرت لوجدت أنه لولا الكتابة لما وجدنا شيئاً نقرؤه.
  • إذن لماذا تقرأ؟
  • كما قال طه حسين.. "أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة.. وحياة واحدة لا تكفيني".
  • لا أحد تكفيه حياته
  • رغم أننا نضيع أغلب الوقت
  • وهل تعتقد أن من سيقرأ هذا الكلام سيشعر أنه أضاع من وقته؟
  • أتمنى ألا يشعر بذلك.. ولكن لو حدث فعليه أن يتذكر أنني أيضاً أضعت وقتاً في كتابته.
  • المساواة في الظلم عدل كما يقولون
  • بل المساواة في الظلم ظلم أكبر.. فبدلأ من أن يظلم شخصاً واحداً فإنه يظلم آخرين بنفس القدر.
  • في المرة السابقة كنت تعتقد أن أحداً لن يقرأ ما كتبته حتى النهاية.. ماذا عن هذه المرة؟
  • أتمنى أن يقرأه أكبر عدد من الناس
  • وماذا تتمنى أيضاً؟
  • أتمنى أن تدفعهم القراءة إلى كتابة شيء ما أسفل المقال..
  • لننتظر ونرى..
* الجزء الأول تم نشره في كتاب "شيء من الخوخ"