على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

السبت، 4 ديسمبر 2010

حالة كدة

لقد فعلت ذلك من قبل ولكن لا مانع من تكراره.. سأطلب منك عزيزي القارئ مرة أخرى ألا تقرأ هذا المقال.. أو بمعنى أدق سأخبرك من البداية أنك لن تستفيد شيئا من قراءته.. فأنا أشعر أنني في أسوأ حالاتي النفسية على الإطلاق.. حزين.. مكتئب.. "إتِم".. وفي محاولة بائسة للتخلص من هذا الاكتئاب قررت أن أكتب شيئاً لا أعرف إطلاقاً الهدف منه.

أرجوك لا تغلق الصفحة.. صدقني أنا لم أفكر في حياتي ولو لمرة واحدة في أن أتحدث عن همومي على الملأ.. كنت أعتقد أن البشرية لديها ما يكفي من المشاكل وليست في حاجة إلى إضافتي القيّمة.. لم أحاول ولو لمرة واحدة أن أحكي لأي شخص عن أحزاني فمهما فعل فإنه بالتأكيد لا يستحق عقاباً كهذا.. ولكن أرجوك – عزيزي القارئ – أن تمنحني هذه المرة فرصة.. أريد أن أشعر ولو للحظة أنني أمثل أهمية ما لشخص ما لدرجة أن يهتم بمعرفة ما يشغل بالي.

قرار متسرع.. لماذا تذهب إلى نهاية الصفحة لتكتب لي تعليقاً يحمل كل هذا الكلام الجارح.. صدقني أنا أستحق شيئاً أفضل.. قد يبدو هذا غروراً ولكني أؤمن تماما أنني قدمت للإنسانية أشياء تفوق بكثير ما قدمه تامر حسني لها.. وقد يبدو هذا حقداً ولكني مقتنع تماما أنني أستحق ما هو أكثر بكثير من ملايين شيكابالا.. ففي أسوأ الأحوال يبدو الصفر رقماً عظيماً إذا ما قورن بالأرقام السالبة.. امنحني فقط مجرد فرصة تنتهي بنهاية المقال وسأقنعك بكل ذلك وأكثر.

إذن أنت ما زلت مستمراً في القراءة رغم أنني لم أقل شيئاً قيّماً في المائتي كلمة الأخيرة.. لست مندهشاً من أخلاقك الكريمة.. فالمصري معروف عنه أنه يصون العشرة والعيش والملح مهما كانت الضغوط.. سأضرب لك مثالاً رائعاً جسّد شهامة المصريين.. فرغم أن الأغلبية تكره حزب الأغلبية إلا أن العِشرة الطويلة جدا جدا جدا بين الشعب والحزب الوطني تفوقت على كل ضغوط الحياة.. فانتخب المصريون بتوافق وطني متفرد الحزب الوطني في لقطة تاريخية.. أرجوك لا داعي لاستخدام الألفاظ أو الأصوات البذيئة.. وتذكر أن استمرارك في القراءة يعتبر دليلاً على صدق النظرية.

لحظة واحدة.. قبل أن تكتب في التعليق أنه مقال تافه خالٍ من أي مضمون.. سأسألك أولاً عن تعريف المضمون.. هل أصبح في حياتنا مضمون واحد لكي تجده في مقالٍ متواضع لكاتب مغمور؟.. صدقني في هذا الزمن لم يعد هناك مضمون كما لم يعد هناك شيء مضمون.. دعك من المضمون وركز على المظهر الخارجي.. لكي تصبح متديناً عليك أولاً وقبل كل شيء أن تطلق لحيتك.. تحتاج فقط إلى تجاوز المرحلة الانتقالية التي تنقلك من التشبه بتامر حسني إلى اتّباع السنة.. دعك من المضمون ولكن إذا سمعت الأذان في منزلك قم فوراً بخفض صوت ميلودي أو مزيكا احتراماً للأذان.. ثم أعد كل شيء كما كان بمجرد انتهائه.. لا داعي لأن تصلي المهم أنك قمت بخفض صوت الميلودي.. دعك من المضمون وأنت تهتف في مظاهرة وجدت نفسك فجأة بداخلها.. بالروح بالدم نفديك يا "فلستين".. قبل أن تركض مهرولا هرباً من بعض مياه المطافئ الكفيلة بتفريق أعنف المظاهرات.

ما زلت مستمراً في القراءة.. منطقي جداً فالمقال مهما بلغ من السوء فإنه ما زال مقالاً مجانياً يصلك أينما كنت وتقرؤه في صفحة خالية من أي اعلانات.. وكما هو منقوش على جدران معبد الإله "إع" إله العفانة عند قدماء المصريين.. "أبو بلاش كتّر منه".. حسناً أعدك أنني لن أطلب منك مقابلاً للكتابة بشرط ألا تطلب مني مقابلاً للقراءة.. نحن نقدم لبعضنا البعض خدمة متبادلة دون أن نشعر.. ولذلك ما زلت مقتنعاً أننا نستطيع أن نتكامل لنشعر جميعاً بالسعادة.. مصالحنا الفردية من الممكن جدا أن تتوافق مع مصلحتنا العامة بشرط أن يتوفر نظام قادر على إيجاد منطقة مشتركة تتقاطع فيها المصالح ولا تتعارض.

553 كلمة.. يبدو مقالاً معقولاً جداً من حيث الطول.. أحتاج فقط إلى قراءته مرة أخرى لأنني لا أعرف بالتحديد ما الذي كتبته..

********************

حسناً.. لا يبدو مقالاً سيئاً على الأقل في رأيي الذي يتشابه تماما مع رأي والدة القرد في ابنها.. لاحظت فقط في البداية أنني كنت أنوي أن أكتب شيئاً عن أسباب حزني.. ولكن يبدو أن الحديث عنها ليس هو أفضل مكافأة لقارئ تحمل كل السطور السابقة.. يكفي أن أقول أنك أحياناً تتهم بالغموض عندما تصمت.. رغم أنك في الواقع تحاول أن تقدم خدمة جليلة لمن حولك.. ومهما فعلت.. فإنك لن تتمكن أبداً من إرضاء كل الأطراف.. إلا إذا كنت تقصد بالأطراف اليدين والقدمين.