على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

السبت، 23 أكتوبر 2010

عمر "كامل"

عفوا عزيزي القارئ.. لن أطلب منك أن تقرأ هذا المقال.. فأنت لست مطالبا بأن تضيع من وقتك الثمين هذه الدقائق مع شخص يتحدث مع نفسه أمام الملأ.

كثيرا ما كنت أسأل نفسي.. ما هو أكثر ما أتمناه في حياتي.. وعلى مدار اثنين وعشرين عاما كانت الإجابات تختلف.. في الماضي كنت أحلم بالموبايل أو البلاي ستيشن.. ثم تطور الأمر إلى سيارة رياضية بها كل الامكانيات.. ثم أصبحت أكثر نضجا فحلمت بتفوق دراسي يمكني من اختيار الحياة التي أفضلها.

والآن فقط أدركت أن كل هذا لم يكن حقيقيا.. لم تكن هذه الأشياء يوما هدفا أتمناه لدرجة أن أحلم به.. ولكني مقتنع تماما أن أكثر ما تمنيته في حياتي على الإطلاق.. أن تكون قدرتي على أن أصبح شخصا جيدا نصف قدرتي على إقناع الناس أنني كذلك.. المشكلة أن تحاول أن تخدع الناس.. والأزمة هي أن تنجح في ذلك.. ولكن الكارثة.. أن تصدق نفسك في النهاية.

نجاح؟!!.. أي نجاح هذا وأنا أكثر من يعلم الحقيقة.. وما الفائدة من كلمات المدح والإشادة والتشجيع والتملق والنقد أيضا إذا كانت موجهة لشخص آخر.. المضحك أن الرد على مثل هذه الكلمات يكون دائما – مهما حاولت ألا يكون كذلك- مجرد محاولة لإثبات التواضع.. رغم أن أبسط قواعد المنطق تؤكد أن الوضيع لا يحتاج إلى مزيد من التواضع.

"كفى ملاما.. فجَلد الذات أدماني".. عفوا يا نزار.. ولكن ما العيب في أن يدمي الانسان نفسه؟.. ألسنا في حاجة لرؤية دمائنا بأعيننا لكي نتأكد أننا لسنا ملائكة (كما يقول محمود درويش)؟.. ألسنا في حاجة إلى بعض الصفعات حتى نفيق من الإغماءة؟.. ألسنا في حاجة إلى السقوط لكي ندرك أنه مهما ارتفعنا عن الأرض.. فإننا سنعود إليها يوما ما؟

لسوء الحظ فإن أعيننا تستطيع أن ترى ما أمامها جيدا ولكنها تعجز تماما عن رؤية ما خلفها.. والأسوأ أننا لا نحاول أن نفكر أبدا في طريقة أخرى نرى بها الحقيقة.. أليس البعيد عن العين بعيدا عن القلب؟.. حتى عندما نغمض أعيننا فإننا لا نرى بداخلنا إلا السواد.. ولذلك يجب أن نتساءل لماذا نبحث عن حقيقة أنفسنا إذا كان الكذب يحقق لنا بعض السعادة؟..

نعم بعض السعادة.. ولكنها سعادة كتلك التي نتوهمها ونحن نسمع مطربة تغني أرق الكلمات لحبيبها فنتخيل أننا المعنيون بهذه الكلمات.. رغم أنها لا تعرفنا أصلا ولو عرفتنا لاعتزلت الغناء.. هو نوع من الهروب من الواقع.. فأنا أعرف من أنا.. وهذا هو الواقع.. وأدعي أني أعرف ما يظنه الناس.. وهذا هو الهروب منه.

كيف حدث هذا؟ لا أعرف ولكني مقتنع أنني لابد أن أرتكب بعض الأخطاء فأنا بشر.. ولكن لماذا بدا الأمر جيدا إلى تلك الدرجة؟ لا أملك إجابة ولكني أعرف أنه على الأقل لم يعد بتلك الروعة بعد كتابة هذه الكلمات.