على الهامش

نظر لي ثم قال.. "إذا كان العلماء يقولون أن الكون يتمدد يوماً بعد يوم.. فما هو الشيء الذي يتمدد الكون بداخله؟".. فكرت قليلاً ثم قلت.."ربما يكون الكون هو الشيء الوحيد الذي لا حدود له".. رفع حاجبيه في دهشة قائلاً "الشيء الوحيد!!".. عقبت سريعاً "أقصد الكون ولؤم النساء"

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

رسالة من صديقتي العزيزة

" صديقي عمر..

لا أجد نفسي في حاجة إلى كتابة مقدمة لرسالة أرسلها إليك.. فالمقدمة كتبناها معا منذ زمن بعيد.. لذلك سأدخل مباشرة في الموضوع لأني أعرف أنك أصبحت مشغولا بشدة في الفترة الأخيرة.. تسألني كيف عرفت ذلك؟ ببساطة لأننا نتحدث الآن أكثر من أي وقت مضى.. وهذا لا يحدث إلا إذا كان بالك مشغولا بشدة.

ستندهش حين أخبرك أنني أعرف كل ما يشغل بالك.. أعرفه بأدق وأصغر تفاصيله.. وستفاجأ عندما أقول لك أن أكثر أسرارك خصوصية لم يعد سرا على الإطلاق.. فالسر عندما يخرج من صاحبه لا يصبح سرا.. لست في حاجة لأن تحكي لي شيئا.. فأنا أعيش حياتك.. أفكر بعقلك.. وأرى بعينيك.. بل أني أعرف أشياء عنك لا تعرفها أنت عن نفسك.

كنت أراقبك في صمت وأنت تنتظرها بالساعات.. وأستنتج من نوعية الأغاني التي كنت تستمع إليها فيم كنت تفكر.. كنت شاهدة لم يشاهدها أحد ولكنها شاهدت كل تفاصيل القصة. أود أن أخبرك أنك بشكل ما أخطأت التقدير.. بإمكانك أن تقنع نفسك بأي شئ ما دمت ترغب في ذلك.. ولكن هذا لا يعني إطلاقا أنه صحيح.. وهذا بالتحديد هو ما نسيته.

لا أعرف إلى أي مدى تعتبرني صديقتك.. ولكني كنت أشعر أنك تخصني بجزء هام جدا من حياتك.. وهو حياتك نفسها.. وكنت أشعر بسعادة لا حد لها وأنت تحكي لي قصتك.. لا تقلق فأنا ما زلت ملتزمة بوعدي لك بألا أطلع أحدا عليها.. وإن كنت مصرة على أنها تصلح للنشر.. فربما تكسب من نشر قصة حياتك مبلغا يفوق ما كسبته من حياتك نفسها.. ألم تخبرني من قبل أن الكنز أحيانا يكون في الرحلة إليه؟

ورغم أنني أحب أن أكون بجوارك.. إلا أنني أحيانا أشعر بالضيق.. فأنا لا أملك العمر كله لكي أجلس نصف ساعة أو يزيد في انتظار كلمة.. عليك أن تبحث عن طبيب نفسي يعالج هذا الكم الرهيب من التردد الموجود بداخلك.. أعذرني ولكني أعرف أنك لا تغضب من انتقاد الآخرين.. وأعرف كذلك أنك عندما تخليت عن ترددك كانت النتائج سيئة.. تذكر فقط أنها كانت سيئة من وجهة نظرك.. ولكن الأيام وحدها هي من سيكشف ما نعجز عن رؤيته بأعيننا المجردة.

أريد أن أخبرك في النهاية أنني – برغم كل عيوبك - سعيدة بمعرفتك.. كلماتي سطحية بالتأكيد فأنا لم أتعلم حتى الآن شيئا مما تقوله لي.. ولا تندهش عندما أخبرك أن لمسات أناملك كانت وستكون دائما أجمل ما أبدأ به يومي. بل إن أسعد لحظات حياتي هي تلك التي كنت أراك فيها تذكرني في مقالاتك.. لا أخفي عليك أنني حزنت كثيرا عندما وجدتك توقفت عن ذلك مؤخرا.. نعم أنا مجرد لوحة.. ولكن لا تنس أنني أحمل قدرا لا بأس به من المفاتيح التي يمكنها أن تفتح لك أبواباً لم تفكر يوما أن تفتحها.

المرسل

كيبورد عمر كامل

"